أخر الاخبار

الجزائر المغرب : هَــذَا بْـمَهْمَازُو يَـنْـغُـزْ وهَـذَا مَا يَـرُدْ عْـلِيهْ

الجزائر المغرب : هَــذَا بْـمَهْمَازُو يَـنْـغُـزْ وهَـذَا مَا يَـرُدْ عْـلِيهْ

 

بادئ ذي بدء لابد من شكر الإخوة الذين تفاعلوا مع مقال (فلسطيني من أعداء الشعب الجزائري يرى أن تحرير القدس يمر عن طريق استقلال البوليساريو !!!) وهم الإخوة : محمد الصنهاجي المغربي ورشيد و يوسف ، أشكرهم شكرا جزيلا من الروح إلى الروح لأنهم استجابوا لرجائي أن يبحثوا معي عن اسم أغنية فرقة ناس الغيوان المغربية الخالدة التي اقتبستُ أنا منها قولهم : " "يَا نَاسْ أُو مَا انْـتُمَا نَاسْ - يا الـزَّايْـدِينْ المَهْمُومْ فِي هَـمُّو - يَا لْمْعَاوْنِينْ الظَّالَمْ عَلَى ظُـلْمُو" وقد اتفقوا أنها أغنية ( تاغنجة ) ، وعليهم مني التحية الأخوية والسلام الروحي المغاربي ...

لكنهم تسببوا لي في عناء لذيذ انتشيتُ فيه طويلا مع كل أغاني ناس الغيوان وجيل جيلالة تقريبا فاستمتعتُ بفضل إيقاظهم لي من سبات دام طويلا ، سبات كنتُ أدور في الاستماع إلى الأغاني الخالدات للأستاذ محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ و أم كلثوم وفيروز وأحيانا أعيد ذكرياتي مع أغاني الشيخ إمام وهو يغني قصائد أحمد فؤاد نجم ، ولكن بفضل هؤلاء الإخوة المغاربة المذكورة أسماؤهم في المقدمة فقد حركوا في دواخلي حنين الزمن الجميل الذي لن يُنْسى أبدا أبدا ...

أما الأغنية الجزائرية فقد ماتت – في نظري بموت فطاحلها وعلى رأسهم الهاشمي القروابي الذي توفي في 2006 وقبله الشيخ محمد العنقا أو العنقاء ( وللأخيرة معنى عميقا ) وكذلك قبلهما الشيخ رابح درياسة ، سيسأل بعض الجزائريين لماذا قدمت الهاشمي القروابي على الاثنين الآخرين أرد عليهم بأن الألوان والأذواق لا تناقش ولكل شخص ميوله ومع من يستريح ، فأنا مثلا لا أملُّ من سماع ثلاث أغنيات للهاشمي القروابي وهي : البارح كان في عمري 20 وقصيدة ( لريام ) و ( الحراز ) وهذين الأخيرتين من أصول الأغاني المغاربية التي تجسد اللحمة الثقاقية المهمة جدا لدول المنطقة المغاربية ، أما ( وْلِيدَات ) اليوم على كِـبَرِ سِنِّهِمْ فلا أستمع إليهم أبدا لأنهم جاءوا ليطربوا جيلا غير جيلي أما أنا فلا أستمع إليهم ولا أفهم ما يقولون لو مرت بمسامعي جملة مما يقولون ، وهذا موضوع يطول النقاش فيه ...

ومن أغاني مجموعة ناس الغيوان المغاربية أغنية ( عْبِيدْ الصَّـنْك ) التي أبدع فيها المرحوم عبد الرحمان باكو دون نسيان فضل بقية المجموعة في هذه الأغنية التي اشتهرت عند البعض باسم ( حنا عايشين عيشة الدبانة فالبطانة ) لكن بيت القصيد بالنسبة لمقالي هذا هو ما أثار انتباهي لرؤية ناس الغيوان الاستشرفية في ذلك الزمان حينما قالوا في قصيدة ( عبيد الصنك ) بل حينما يقول عبد الرحمان باكو في مقدمة الأغنية : ( هَــذَا بْـمَهْمَازُو يَـنْـغُـزْ وهَـذَا مَا يَـرُدْ عْـلِيهْ ) تبادر إلى ذهني مباشرة استفزازات عسكر الجزائر للمغرب والتي لا تتوقف ليل نهار والمغرب لا يرد عليها لأن تربية أبنائه تربية ملوك نبلاء ، أما استفزازات عسكر الجزائر فتدل تدل على تربية المواخير ودور الدعارة التي تَخَرَّجَ منها جنرالات الجزائر الفرنسيون من أصل جزائري ، استفزازات بلغت درجة المس بأعراض فُضْلَيَاتِ النساء المغربيات أما عسكر الجزائر فَمُـنْـتَهَى سَقْفُ ثقافته هي ما تحت السُّـرَةِ وما يدور حول ذلك من معاني ، و لا يتجاوز حوار عسكر الجزائر الشواذ الذين يمارسون شذوذهم فيما بينهم في ثكناتهم في عموم تراب الجزائر وبعيدا عن عيون عموم الشعب فمحور مناقشاتهم لا يتجاوز ما ( تحت السرة ) والتباهي بالمغامرات الجنسية سواءا الفاعلين أو المفعول فيهم ... فماذا تنتظر من عسكر هذا نمط عيشه طيلة خدمته في العسكر ؟ ويؤكد الجزائريون أن شنقريحة قضى 30 سنة من عمره في قيادة منطقة بشار العسكرية بعيدا عن المركز حتى يفعل ما يشاء أو يفعلون فيه ما يشاءون والدليل أنه يعيش بثقب عريض بين مؤخرته ومتانته ولذلك فهو لا يستطيع إمساك ما يخرج منه سواءا من الأمام أو ما يخرج من ذبره لذلك اشتهر باسم شنقريحة بوال الأركان ...

تخبط عسكر الجزائر في عداوته مع المغرب كثيرا لأن الصفعات الدبلوماسية تأتيه من كل جانب مما اضطروا إلى الذهاب إلى أقصى القطيعة ، فنحن نسمع عن قطع العلاقة بين بلدين ولا نفهم من ذلك سوى أن الدبلوماسية بينهما قد انقطعت وغالبا ما يختار كلا الدولتين قنصلية لدولة ما في البلد الآخر لتدبير شؤون الجالية المقيمة في البلد المقطوعة معه تلك العلاقة ، وهذا منتهى فهمنا لقطع العلاقة بين بلدين لكن أن يذهب الأمر إلى إغلاق الحدود بحفر خنادق عرضها ثمانية أمتار والأسلاك الشائكة وإغلاق المجال الجوي والمجال البحري على البلد المقطوعة العلاقة معه فلأول مرة نسمعها ، طبعا سيكون الأمر كذلك في حالة قيام حرب بين البلدين لأنه من الطبيعي أن تكون الأجواء خطر على البلدين معا لأنها الحرب تستعمل فيها الطائرات الحربية وكذلك الأسلحة المضادة للطائرات فهذه هي الحالة التي تكون فيها أجواء العدو خطرا على الطرفين وبدون إعلان إغلاق الأجواء لأن الأمر سيكون - بديهيا - على الطرفين المتحاربين معا ، لكن في حالة عسكر الجزائر في عداوته مع المغرب سنسأل :

هل أُعلنت الجزائر الحرب على المغرب من طرف واحد وهو الطرف الجزائري فأغلق أجواءه على حتى على الطيران المدني المغربي وليس العسكري !!!

يعلم العالم كله شيئين اثنين عن الجزائر الأول أنها أصبحت معزولة حتى من أقرب حلفائها ، والثاني أن المغرب مدَّ يده - قبل قطع العلاقة - إلى عسكر الجزائر مرارا وتكرارا ومن أعلى سلطة في البلاد ، وهذا لا تنكره أي دولة من دول العالم ، فحتى فرنسا التي تحكم الجزائر أصبحت تحتقر الجزائر والجزائريين من أعلى جنرال فيها إلى أفقر زوالي من الشعب ، أما روسيا بوتين فبقدر ما تسخر من تبون وهو يتملق ويتزلف لبوتين في هذا الوقت تبني روسيا علاقات متينة رويدا رويدا مع المغرب خاصة بعد حربها مع أوكرانيا ومواقف المغرب في الأمم المتحدة من القرارات الصادرة عنه فهو دائما يختار " الغياب " عند التصويت على أي قرار طبخته الدول الغربية ضد روسيا ، ولأجل ذلك فقد أصبحت المياه المغربية متنفسا لروسيا للخروج من الحصار المضروب عليها من طرف أمريكا والدول الغربية وبعض الدول الأخرى ...

هَــذَا بْـمَهْمَازُو يَـنْـغُـزْ وهَـذَا مَا يَـرُدْ عْـلِيهْ ... سيبقى هَــذَا بْـمَهْمَازُو يَـنْـغُـزْ وهَـذَا مَا يَـرُدْ عْـلِيهْ ، وسيبقى المغرب سائرا في طريق التنمية التي يشهد بها أحد الجزائريين من أعداء المغرب سابقا وهو أنور مالك الذي قال في المغرب من الخبائث ما قال ، وباع مقالاته عن خبائث المغرب العدو الكلاسيكي لجريدة الشروق عندما قام بزيارة الصحراء المغربية نهاية جويلية 2010 ونشر تحقيقا صحفيا تحت عنوان «ثلاثة أيام في الداخلة مع شعب لا يؤمن إلا بتقرير المصير، وعبر 5 حلقات نشرتها جريدة الشروق بداية من مطلع أوت 2010 ولا ندري كم تقاضى من الجنرالات من دولارات ...أنور مالك هذا أصبح اليوم بعد أن عاد مرة أخرى وزار الداخلة بعد غيابه عنها طيلة 13 سنة ، وحسب ما نشره في تصريح اعتبره مقدمة لما سينشره من تحقيقات أجراها عن الداخلة التي مدحها ومدح أهلها وقال بعظمة لسانه لقد ( اتصلتُ بالذين كانوا قد قالوا لي في 2010 بأنهم لا يؤمنون إلا بتقرير المصير ) واليوم اعترفوا له بأنهم كانوا مخطئين فهم اليوم يعيشون في سلام وطمأنينة ورخاء ، وهم نادمون على ما كانوا يقولونه في حق المغرب بعد أن اتضح لهم الفرق بين المغرب والجزائر ، ويطالبون اليوم ونحن في 2023 من تلك القلة القليلة التي لا تزال تعيش في مخيمات العار بتندوف أن يسارعوا للعودة إلى المغرب قبل أن يتطور الأمر إلى تصفيتهم جسديا للتخلص منهم باعتبارهم جسم الجريمة التي قال عنها مصطفي الولي ( لقد أجرمنا في حق شعبنا ويجب علينا أن نعيد جماهيرنا إلى بلدهم الأصلي ) ... قال الولي في الأول ( شعبنا ) ولكنه صحح ذلك في نفس التصريح وقال ( جماهيرنا ) والجماهير هي جزء من الشعب ، وجماهير الصحراء هي جزء من الشعب المغربي ... لقد بُهِتَ أنور مالك مما شاهد في عموم الصحراء من ازدهار لا تحلم به حتى الجزائر العاصمة ، ومما لاحظتُه أنا عن هذا التصريح الأولي لأنور مالك حول زيارته للداخلة وغيرها ( أنه كان يذكر في بداية تصريحه مدينة " الداخلة" ولكنه حينما أخذه الكلام أصبح يقول بعظمة لسانه " المغرب" دون شعور ) إذن كانت في نظره مدينة الداخلة محتلة في 2010 ويراها اليوم في 2023 مدينة مغربية مزدهرة وكأني به كان يشك في كلام هشام عبود حينما سبقه إلى زيارة الصحراء المغربية ووصفها بأنها بستان أخصر وسط الصحراء تجري فيه المياه في كل الأنحاء ، إنها رسائل من أنور مالك وهشام عبود إلى الشعب الجزائري الذي يعيش في كوكب آخر يتبعه هرج ومرج وسائل إعلام قاذورات الكابرانات الحاكمين في الجزائر ويعيشون تحت الحديد والنار ومعيشتهم خبزٌ يابس من قمامات الكابرانات ....

فاتركوا صاحب ( المهماز بنغز ) هو لا يزيد في عيون العالم إلا بهدلة على بهدلة ... وإليكم آخر خبر عن تصريح تبون حينما سألوه مرة أخرى عن آلاف الطوابير المنتشرة في الجزائر من أجل لقمة عيش ذليلة ، قال لهم ذلك : " يعتبر ذلك نوعا من نمط العيش في الجزائر لا أقل ولا أكثر " .. نقول له : بئس نمط العيش الذي دفعتم الشعب إليه وتصرفون ملايير الدولارات في التخاريف التي لا تحصدون منها سوى الخزي والعار من شعوب جميع بقاع العالم ...

سمير كرم خاص للجزائر تايمز

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-