بطش الفارس المغربي في المعارك
بطش الفارس المغربي في المعارك
تتجسد بطولات الفارس المغربي في التاريخ عبر سلسلة من المعارك التي سطرت صفحات مشرفة من الصمود والانتصار. من أبرز هذه المعارك معركة وادي لكة التي قادها البطل المغربي طارق بن زياد. تمكن طارق بن زياد من فتح بلاد الأندلس بجيش لم يتجاوز عدده 12 ألف جندي مغربي، في مواجهة أكثر من 30 ألف جندي قوطي، ليثبت بذلك براعة القيادة والشجاعة القتالية للمغاربة في أشرس المواجهات.
انتصارات لا تُنسى وفي معركة بقدورة، حقق الفارس المغربي انتصارًا عظيمًا على خيرة فرسان الشام، ليتمكن من طرد الأمويين من المنطقة. كانت هذه الهزيمة بمثابة ضربة قاسية زعزعت أركان الدولة الأموية وساهمت في تسريع انهيارها، حيث أظهر المغاربة قدرتهم على مواجهة أعتى الجيوش.
وفي معركة الدونونية في مواجهة جيوش قشتالة بقيادة القائد الشهير دون نونيو دي لارا خلال عهد المرينيين ، سطر المغاربة ملحمة تاريخية. كان هذا القائد مصدر فخر للجيوش الأوروبية المسيحية، إلا أن المغرب ألحق به هزيمة نكراء، فقد ذكرت بعض المصادر التاريخية أن جيوش قشتالة كانت تفوق 90 ألف جندي، مما يجعل هذا الانتصار علامة فارقة في التاريخ المغربي.
مواجهة الإنكشارية والبرتغال
لا يمكن تجاهل الانتصار الكبير الذي حققه المغاربة في معركة واد اللبن ضد العثمانيين، حيث هزموا الجيوش الإنكشارية التي كانت في أوج قوتها. كان اسم الإنكشارية وحده كافيًا لزرع الرعب في صفوف أعدائهم، إلا أن المغاربة تمكنوا من كسر هذه الهيبة والانتصار عليهم، ليبرهنوا مرة أخرى على قوتهم وصمودهم.
أما معركة وادي المخازن، فقد حملت صدى كبيرًا امتد حتى المشرق، حيث أجهض المغاربة حلم سيباستيان ملك البرتغال في تنصير شمال إفريقيا. ولم يكن لهذا النصر أن يتحقق لولا التلاحم الكبير بين المغاربة وملكهم، فقد وقفوا صفًا واحدًا في وجه الأطماع الأجنبية.
هيبة الإنسان المغربي
هذه الانتصارات ساهمت في صناعة هيبة الإنسان المغربي، حيث كانت جيوش المغرب تُضرب لها ألف حساب، وكان أعداؤها يهابون مواجهتها. ولا يمكن هنا إلا أن نستحضر كلمات الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله:
"إوا أسيدي لمغاربة اليوم، مغاديش يكونوا قل من مغاربة ديال لبارح، ولكن إذا كان هاد الشعب المغربي.. أقل وطنية وأقل غيرة من أباءه وأجداده.. ومن الناس اللي عرفتهوم، واللي هما من الجيل ديالي.. أنا تنقولوا حذاري حذاري را متنعطيكشي أكثر من 5 سنين.. حتى ترجع مقلص الظل، ضعيف الكلمة.. وضعيف الوزن".
لقد كان الملك الراحل يدرك تمامًا أهمية الحفاظ على الروح الوطنية والشجاعة التي تميز بها المغاربة عبر تاريخهم، مما يجعل هذه الكلمات رسالة تحذير ودعوة للحفاظ على إرث الأجداد ومواصلة المشوار بكرامة وعزة.
ليست هناك تعليقات: