أصل القفطان المغربي
ما هو أصل القفطان
يُعتبر القفطان جزءاً أساسياً من التراث المغربي، وقد أثار موضوع أصله الكثير من الجدل بين المغرب ودول الجوار. بعضهم ينسبه للعثمانيين أو الفرس، بينما يُصرّ آخرون على أنه مغربي الأصل. هذا النقاش المحتدم تزايد بين المغاربة، الذين يستندون إلى أدلة تاريخية قوية تؤكد مغربية القفطان، وبين الجزائريين الذين يزعمون أن العثمانيين جلبوه لهم، متهمين المغرب بسرقة هذا التراث.
الأدلة التاريخية على أصل القفطان المغربي
يرجع أصل القفطان إلى المغرب بناءً على وثائق تاريخية محفوظة في كتب المؤرخين المغاربة. على سبيل المثال، ذكر كتاب "المغرب عبر التاريخ" (المجلد 3، الصفحة 216) أن العديد من اللاجئين الجزائريين الذين فروا من الاستعمار الفرنسي في عام 1830 استُقبلوا في تطوان، وكانوا غالباً فقراء ولا يمتلكون حرفاً أو صناعات تقليدية. هذا يدحض الادعاء بأنهم جلبوا معهم تقاليد اللباس، بما في ذلك القفطان، إلى المغرب.
وفي كتاب "تاريخ تطوان" للمؤرخ محمد داود، وردت إشارات إلى رسالة من السلطان عبد الرحمن بن هشام إلى القائد عبد الرحمن أشعاش يأمر فيها بمنح قفاطين لفارس من أهل تطوان العائدين من حواضر المملكة. هذه الإشارة توضح أن القفطان كان يستخدم في المغرب قبل وصول اللاجئين الجزائريين، مما يؤكد أن المغاربة هم من أدخلوا هذا اللباس إليهم وليس العكس.
الفنانون الأجانب وتوثيق القفطان المغربي
قام عدد من الرسامين الأجانب، مثل جان-فرانسوا بورتايلز وأوجين ديلاكروا، برسم نساء مغربيات يرتدين القفطان المغربي في لوحاتهم. هذه الأعمال الفنية، التي تم تصويرها في مناطق مثل طنجة، تعتبر دليلاً على ارتداء المرأة المغربية للقفطان في فترات سابقة. تلك اللوحات تعكس الأزياء التقليدية المغربية، بما في ذلك القفطان، مما يعزز فكرة أن هذا اللباس يعود أصله للمغرب.
القفطان الرجالي والنسوي في المغرب
لم يكن القفطان حكراً على النساء في المغرب، بل كان يرتديه الرجال أيضاً، خصوصاً في صفوف الجيوش السلطانية والمخزنية، وأمراء البحر. القفطان الرجالي كان يصنع من قماش ملف رفيع ويرتدى فوقه الفرجية والبدعية، مع وضع الشد على الرأس والتماك في القدمين للفرسان. هذا النوع من القفطان لا يزال جزءاً من اللباس المخزني الرسمي حتى اليوم. أما القفطان النسوي، فكان يخص نساء علية القوم، وكان يتميز بطوله الكبير الذي يصل إلى خمسة أمتار ليجرّ وراء مرتديه، بخلاف القفطان الرجالي الأقصر.
القفطان والدولة المرينية
يُعتقد أن القفطان ظهر في المغرب لأول مرة في عهد الدولة المرينية، التي حكمت في القرن الثالث عشر الميلادي. في تلك الفترة، لم تكن الدولة العثمانية قد ظهرت بعد، مما ينفي أي ارتباط تاريخي بين القفطان وبين العثمانيين. كما أن كلمة "قفطان" كانت معروفة ومستخدمة في المغرب قبل انتشارها في مناطق أخرى، مما يؤكد مغربيتها.
الطربوش والعلاقة مع العثمانيين
رغم أن بعض العادات والأزياء العثمانية انتشرت في المغرب، إلا أن القفطان يظل تراثاً مغربياً أصيلاً. وبالمقابل، فإن اللباس التقليدي في الجزائر مثل "البلوزة" يعود إلى الطابع العثماني، وهو ما يتماشى مع فترة الحكم العثماني الطويل للجزائر، والذي دام لأربعة قرون. كما نجد أن لباس "المنصورية"، الذي ينتشر في تلمسان ووهران، يعود إلى عهد المنصور الذهبي الذي ضم تلك المناطق إلى دولته.
خلاصة
القفطان المغربي ليس مجرد لباس، بل هو جزء من هوية ثقافية يمتد تاريخها لعصور قديمة. ورغم محاولات البعض لنسبه إلى أصول غير مغربية، إلا أن الأدلة التاريخية، سواء من الكتب أو اللوحات الفنية، تدعم وبقوة أن القفطان مغربي الأصل والمنشأ.
سمات: تكشيطة | المنصورية | جابادور | غندورة | جلابة | bad3ia | blouza | selham | برنوص | 9 ميس
ليست هناك تعليقات: