مؤتمر مدريد 1880
مؤتمر مدريد لعام 1880
انعقد مؤتمر مدريد الدولي لعام 1880 في العاصمة الإسبانية مدريد بين شهري يونيو ويوليو 1880، بدعوة من أنطونيو كانوفاس ديل كاستيو، رئيس مجلس الوزراء الإسباني آنذاك، وبطلب من سلطان المغرب الحسن الأول. شاركت في المؤتمر جميع الدول التي كانت لها مصالح في المغرب، بما في ذلك ألمانيا، الإمبراطورية النمساوية المجرية، بلجيكا، الدنمارك، فرنسا، بريطانيا العظمى، إيطاليا، هولندا، البرتغال، السويد والنرويج، الولايات المتحدة، والمغرب.
أهداف المؤتمر ونتائجه
تمثلت أهداف المؤتمر في تنظيم العلاقات بين الدول الأجنبية والمغرب، وتحديد حقوقها فيما يتعلق بالتجارة وملكية الأراضي. على الرغم من الاتفاقات التي تم التوصل إليها، لم يتمكن المؤتمر من الحد من النفوذ المتزايد لفرنسا وإسبانيا في المغرب مع مرور الوقت. هذا التوسع أدى لاحقًا إلى ظهور الأزمتين المغربيتين: الأزمة المغربية الأولى وأزمة أغادير.
المشاركون في المؤتمر
حضر الجلسات ممثلون عن الدول التالية:
- إسبانيا: أنطونيو كانوفاس ديل كاستيو، رئيس مجلس الوزراء.
- المغرب: وزير الشؤون الخارجية السيد محمد بارقش.
- فرنسا: السفير الفرنسي لدى إسبانيا الفريق بنجامين جوريس.
- بريطانيا العظمى: السفير ليونيل ساكفيل واست.
- ألمانيا: إبرهاردت سولمس سونفالد.
- النمسا والمجر: إيمانويل لودولف.
- الولايات المتحدة: الفريق الأول لوسيوس فارتشايلد.
- بلجيكا: ادوارد أنسبش.
- إيطاليا: جوسيبي قرابي.
- هولندا: الوزير المقيم يونخير موريس.
- البرتغال: جوسا ماريا كالديرا.
- الاتحاد السويدي النرويجي: الوزير المقيم هنري اكرمان.
- الدنمارك: ممثل المملكة المتحدة البريطانية.
النقاشات والانقسامات
في الجلسات الأولى من المؤتمر، برزت مجموعتان رئيسيتان. من جهة، كانت إسبانيا وبريطانيا العظمى تسعيان للحفاظ على امتيازاتهما دون فقدان نفوذهما. ومن جهة أخرى، كانت فرنسا، النمسا والمجر، ألمانيا، وإيطاليا ترغب في زيادة عدد الحمايات لتحقيق مكاسب أكبر في التجارة، مع إدراكها أن ذلك يعزز نفوذها السياسي في المغرب.
تسببت هذه الاختلافات في وصول المناقشات إلى طريق مسدود، إذ لم تكن إسبانيا راغبة في مواجهة فرنسا بشكل مباشر، ولكنها كانت تخشى فقدان نفوذها في المنطقة. في المقابل، سعت بريطانيا العظمى لمنع أي توسع فرنسي في منطقة المضيق، حتى وإن كان على حساب إسبانيا.
الاتفاقات النهائية
على الرغم من التوترات، اختتم المؤتمر في يوليو 1880 بسلسلة من الاتفاقات بهدف استقرار المغرب والحفاظ على مصالح الأطراف المشاركة:
- حُدد نظام الحماية بـ 12 فردًا للخدمات المقدمة للقوى الأجنبية والممثلين والقناصل الأجانب.
- حُدد عدد الممرات أو التعدادات بتعدادين لكل تاجر تم إنشاؤه في المغرب، بناءً على أحكام الاتفاقية الفرنسية المغربية لعام 1863.
- أتيح للأجانب الحصول على السلع والمواشي بترخيص مسبق من سلطان المغرب.
- مُنحت جميع الدول المشاركة صفة "الدول الأكثر رعاية".
- مُنع تقديم الحماية للأفراد الذين كانوا يمارسون السلطة في المغرب أو كانوا مدينين.
ليست هناك تعليقات: